“تسعة طرق للاستفادة من العزل الصحي”

الملنيل

 

“تسعة طرق للاستفادة من العزل الصحي”

كتابة: فاطمة الزهراء

 

نقضي أسابيع وشهور موترة للغاية منذ بداية عام 2020، بين التقلبات المناخية وفيروس كوفيد 19 المعروف باسم فيروس كورونا، كلها أزمات أودت بأغلبنا إلى المكوث في المنزل أملًا في الحماية والوقاية من تقلبات المناخ أو تفشي الفيروس.

أعتقد الأيام الأولى كانت لطيفة، لأنها كانت شبه اجازة قصيرة حاولنا أن نغتنمها قليلًا بين النوم والأكل والراحة من ضغوط العمل أو الدراسة، لكن بدأ الملل يتسلل إلينا جميعًا بعد مرور أول أسبوع تقريبًا. ومع هذا الكم من الأخبار العاجلة الموترة وإعلان منظمة الصحة العالمية أننا نعيش وباء عالمي، ظهر علينا الإكتئاب وتراكمت نوبات القلق كتراكم الأعمال والضغوط و”الديدلاينز”.

دومًا ما يتحدث أخصائيو النفس والاجتماع عن فكرة الحياة ذات الحركة البطيئة أو Slow down life، حيث أنه لابد أن يدرك الناس فوائد التأني والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه على حياتهم.

أعلم بشكل مباشر مدى سهولة الانغماس في متطلبات الحياة اليومية، لقد نشأت في صخب وضجيج القاهرة المزدحمة، حيث تشعرك الحياة دائمًا بأنها سباق لن تستطع الفوز به أبدًا.

سألت نفسي: هل نحن بحاجة إلى أن نكون مشغولين؟، لماذا نربط الإنشغال بالنجاح والثروة، من بين أمور أخرى؟، وما الذي سيحدث إن قررنا أن نتأنى قليلًا؟، ماذا يحدث عندما يكون الانشغال طوال الوقت ليس ما نريده حقًا؟، هل نفقد كل هذا النجاح والثروة؟، وما الذي يمكننا كسبه من العيش بتأنِ؟

إذا كنت تشعر بأنك عالق في نمط حياة مزدحم وغير متأكد من كيفية ومتى يجب عليك أن تتأنى في سرعة حياتك فالآن هو الوقت الأمثل للتفكير في تلك المسألة.

 إليك 10 طرق للبدء قد تثير اهتمامك بالحركة البطيئة.هذه بعض الطرق البسيطة التي يمكنك من خلالها العمل على التأني حتى تتمكن من الاستمتاع بحياتك أكثر. كلما شعرت بالاندفاع أو الانشغال الشديد أو ببساطة الإرهاق، جرب بعض هذه النصائح لمساعدتك على التأني والهدوء والشعور بمزيد من السلام النفسي.

  • استيقظ مبكرًا

  قد يكون الاستيقاظ مبكرًا هو الخيار الأكثر صعوبة في هذه القائمة، ولكنه قد يكون واحدًا من أكثر الخيارات أهمية وكفاءة، لأن الطريقة التي نبدأ بها يومنا تؤثر علينا، وإذا بدأناه بشكل صحيح، فقد نحقق ما نرغب فيه بالفعل.

 كثيرًا ما نميل إلى الشعور بالاندفاع في معظم الصباحات ولا نولي اهتمامًا كبيرًا للتفاصيل.

 اسمح لنفسك بالاستفادة من المزيد من الوقت، وخد نصيبك من صباح هادئ ومريح، ستبدأ في الشعور بإيجابية أكثر طوال اليوم. يمكنك قضاء هذا الوقت في تناول وجبة فطور شهيّة، أو قهوة الصباح، أو قراءة الأخبار أو تنظيم خطتك لليوم.

  • حدد أولوياتك

عندما يكون لديك أولويات واضحة لما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك في الوقت الحالي من حياتك، يجعل من السهل تقييم ما يضيف قيمة حقيقية لحياتك وما هو غير ذلك.

إن معرفة أولوياتك بالضبط تمنحك بوصلة لتوجيه قراراتك حول كيفية قضاء وقتك ومساحتك وطاقتك وأموالك، وما إلى ذلك. لذا، يمكنك الحفاظ على تركيزك على أولوياتك بدلاً من الانجراف بعيدًا في انشغال الحياة.

وجود أولويات واضحة في حياتك هو جزء مهم من تبسيط التقويم الخاص بك وتعلم كيفية وضع الحدود.

  • تعلم أن تقول لأ

هل سبق لك أن التزمت بشيء فقط لأنك ستندم إن لم تفعله لاحقًا؟، هل تساءلت يومًا “لماذا قلت نعم؟”.

من الطرق المهمة لبدء إضافة المزيد من المساحة الفارغة إلى جدولك الزمني هو التمرن على أن تقول لأ. قد يكون تعلم الرفض أمرًا صعبًا في البداية، خاصةً إذا كنت شخصًا لطيفًا ولا تريد أن تشعر بأنك تخذل الناس. من الطبيعي لنا أن نرغب في استيعاب و إرضاء أحبائنا، ولكن عندما يصل الأمر إلى نقطة تجعلنا غير سعداء أو آسفين على بعض الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا للآخرين، يولد هذا الإحساس شعورًا سلبيًا ضاغطًا غير مستحب ومُعطل.

في كل مرة تقول نعم لشيء ما، فهذا يعني أن لديك وقت وطاقة واهتمام أقل لأشياء أخرى في حياتك. فحاول أن تتأكد من توافق “نعم” مع أولوياتك وما تقدره. 

  • ممارسة اليوجا

أفضل شئ في رياضة اليوجا هو أنه يمكنك ممارستها في منزلك أو في أي مكان، لن تحتاج أي معدات غير سجادة خفيفة. ربما تفكر أنك لا تستطع حتى لمس أصابع قدميك فكيف ستمارس اليوجا!، هذه فكرة شائعة خاطئة تمامًا، هناك العديد من أنواع اليوجا المختلفة التي تناسب كل فرد أيًا كانت قدراته الجسدية، لا تقلق! ستجد نوعًا مناسبًا لك. 

تحقق موقع يوتيوب هناك العديد من القنوات بها فيديوهات لأنواع اليوجا المختلفة التي يمكنك متابعتها، وأيضًا هناك أكثر من تطبيق على تطبيقات جوجل لتمارين اليوجا.

للإطلاع: https://www.youtube.com/user/yogawithadriene

  • دون يومياتك

 أحد الأنشطة التي يمكنك التخطيط لها في الصباح الباكر هو كتابة اليوميات.

أحرص على أن يكون جزءًا من وقتك مخصص للتفكير وكتابة أفكارك حول الحياة والأشخاص ومشاعرك والأماكن، سيسمح لك هذا التمرين بالتفكير بشكل أكثر وضوحًا والتركيز على العوامل الداخلية في شخصيتك.

  •  أضف بعض المساحة البيضاء إلى منزلك وخزانتك وجدول أعمالك

امتلاك أشياء أقل يمنحك المزيد من الوقت، تمامًا مثل إزالة الأشياء غير الضرورية من قائمة المهام الخاصة بك يمكن أن تساعدك على تعلم كيفية التأني. ولا داعي للقلق، فهناك طرق كثيرة لبدء إزالة الفوضى من منزلك، حتى عندما تكون حياتك مشغولة.

تذكر أن كل قطعة تزيلها من منزلك تضيف إليك المزيد من الوقت والمساحة والطاقة.

ترتيب خزانة ملابسي هو المشروع الذي كان له أكبر تأثير على حياتي حتى الآن. لم أكن أدرك الثقل والضغط على خزانة مليئة بالملابس المضافة إلى حياتي حتى تخلصت من معظمها!

خزانة ملابس أصغر تجعل ارتداء الملابس أسرع وأسهل، لذا يمكنك أن تبدأ أيامك بضغط أقل وبسهولة.

يمكنك التبرع بأشيائك القديمة المُستخدمة أو يمكنك حتى كسب بعض النقود الإضافية عن طريق بيعها. 

إذا كنت دائم الانشغال ومرهق، فإن الطريقة المثلى هي إزالة بعض الأنشطة والالتزامات من جدول أعمالك، ألق نظرة ناقدة على التقويم والجدول الزمني الخاص بك. ابحث عن الأنشطة أو الالتزامات التي لا تستمتع بها، أو ببساطة تضيف المزيد من الضغط على حياتك. تحقق مما إذا كان يمكنك التخلي عن هذه الأنواع من الأنشطة والالتزامات أو تقليلها على الأقل.

  • ابحث عن توازن صحي بين العمل والحياة

نصيحتي الأولى دومًا فيما يخص العمل هي أن لا تعمل في المنزل، المكتب للعمل والمنزل للراحة والاهتمام بالنفس، لكن مع الظروف الحالية التي تجبرنا على المكوث والعمل في المنزل على الأقل علينا أن نجد طريقة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. 

حتى وإن كنت تعمل بالمنزل: خذ استراحة الغداء الخاصة بك، حاول وضع مواعيد محددة للعمل، خذ فترات راحة نفسية صغيرة طوال اليوم، لا تنسى ممارسة هوايتك عندما تنتهي من ساعات عملك، احرص على أن تمارس الرياضة بانتظام لسلامة ظهرك ورقبتك.

  • خصص بعض الوقت جانبًا للقراءة

للقراءة القدرة على إثارة عالم من الفكر قد يكون مختلفًا عن عالمنا، نوعًا ما مثل هروب صغير من الواقع.

 أنا شخصياً أحب الاستماع إلى الكتب الصوتية على فنجان قهوة.

 في الليل قبل النوم، أحب أن أحضن كتابًا جيدًا لأنه يساعدني على الاسترخاء في ذهني والراحة.

 في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحاجة إلى التأني، خذ 20-30 دقيقة وأقرأ.

  • طور روتينك الليلي

 أتذكر كيف ذكرت أن لدي روتين صباحي صحي قبل الاستيقاظ مبكرًا؟ روتين ليلي جيد لا يقل أهمية.

 ما الذي تتطلع إليه عندما تتوقف عن العمل؟ هل تحب الكتابة أو القراءة؟ ممارسة اليوجا أو التأمل؟

 أحب إنهاء اليوم ببعض من الموسيقى للاسترخاء، أحيانًا أبدأ بتشغيل صوت مسرحية قديمة كنت أحبها وأنا طفلة وأنام على صوتها.

 أحرص على محاولة قضاء 20-30 دقيقة كل ليلة مع التركيز على هذه المهمة.

في النهاية، هدف هذا المقال هو التحدث عن أهمية التأني وأن تأخذ وقتًا كافيًا لنفسك، شاهد فيلم كلاسيكي تحبه ويعطيك شعورًا جيدة وطاقة، ارقص! اترك جسمك يتفاعل مع الموسيقى واستمتع بها، تأكد أنك تشرب القدر الكافي من المياة يوميًا، اعتني بشكل أكبر بحيوانك الأليف وإن لم يكن لديك واحدًا ففكر أن تتبنى اليفًا يؤانسك، أعطي لنفسك اجازة وإن كانت لبضع الساعات من تصفح الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، استمتع بتناول مشروبك المفضل، وكل طعامك ببطء واستمتع به، اقض وقت أكبر مع عائلتك، تذوق واستمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة؛ وأخيرًا، لا تنس التأمل.

وتذكر دومًا أنك تستحق أن تسترخي وتجدد طاقتك الشبابية. ممارسة الرعاية الذاتية مهمة لنفسك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *