ملنيل ع الآخر
منصــــــــــة الكترونيـــــــــة تناقـــــــــش موضوعــــــات جيـــــل الملنــيل بنيــــــلة
طب مش يمكن كنت حمار؟ – محمد عبد الله سامي
كتابة: محمد عبد الله سامي
إيه اللي يخليك تدافع عن آراء معفنة؟
ليه تضطر تبرر مواقف حقيرة لمجموعة بني آدمين…؟
عارف إنك من ١٥ سنة كنت جزء منهم وشايفهم جامدين وإنك شبههم…
بس هل ده سبب كافي؟
طب مش يمكن كنت حمار؟
طب هل انت لسه شبههم؟
فكّر تاني كده…!
يا أخي دا الواحد بيخاف يقول بينه وبين نفسه إنه مقتنع بفكرة أو بيمثل وصف بشكل كامل.. وبتجنن كل ما ألاقي شخص أو مجموعة بيوصفوا نفسهم بكلمة ليها وقع شديد شوية.. يعني لو فلان قال “أصل أنا عدمي”.. بقعد أفكر.. هل هو واثق جدا إن مفيش أي حاجة في الدنيا ليها هدف أو معنى بالنسبة له مهما كانت؟ أصل أنا ممكن أكون عدمي بنسبة مش صغيرة بس عمري ما أقدر أكون عضو في نادي العدميين.. هكون عار عليهم.. عندي أشخاص وحاجات كتير بلاقي فيها المعنى
أو مثلا إن مجموعة من سني أطلقوا الحكم إن كلنا.. وبالإجماع.. فقدنا الشغف والأمل في أي شيء وبقينا cynical.. أنا متفق معاهم في النص التاني جدا.. يلا نتريق على أي حاجة وكل حاجة مهما كانت أهميتها عشان نعرف نتعايش مع اللي بيحصل.. بس للأسف أنا مخبي منهم شوية شغف بدوّر بيهم المكنة الصبح.. وشوية أمل بروّح بيهم بالليل.. ومابقولش لحد!
… وأفكار كتير تانية روشة وممكن تكون مناسبة جدا لجزء مني.. بس ماقدرش ألبسها بشكل كامل.. مفيش مجموعة أو نادي أو فكرة في الدنيا أقدر أقول إنها بتمثلني ١٠٠٪.. أو إني ممكن أنتمي لها وأدافع عنها بكامل قناعتي.. ممكن ساعات ادافع بكل طاقتي لجل حلاوة الروح والأدرينالين اللي ساعات بيسوق الواحد.. بس الشغل أبو ١٠٠٪ قناعة ده مبقاش في منه..
مفهوم طبعا إن الإنسان بيرتاح لما يتأكد من بعض الحاجات.. وبيحس بالقوة لما ينتمي لمجموعة أكبر منه.. وبيكون أسعد لما يعرف إن اختياراته كانت صح.. وحتى لو مكانتش صح بيحاول يقنع نفسه إنها كانت صح.. ويقطع أي صلة بأي حاجة تحسسه بعكس كده.. ويحرق المراكب وراه.. عشان مايفكرش يرجع.. ولا يرجع يفكر.. كل دا عشان يقعد ويتبسط.. أصل صعب الإنسان يفضل رايح جاي كده.. لازم نوصل عشان نهدى ونبطل المكنة ونرتاح شوية.. ونصدق إن بمعطيات اللحظة الحالية هو ده الصح وهو ده ما يمثلني.
كلام جميل ويحترم طبعا.. ولو عرفت تعمله وتتبسط اعمله واتبسط.. وأنا هتبسط لك وهحسدك كمان على اليقين.. ولو عرفت أعمل زيك هعمله واجيلك.. ونقعد وندلدل رجلينا ونتريق على خلق الله اللي ماعرفوش يوصلوا لحقيقة الأمور وبذرة الحكمة اللي وصلنا لها.. بس للأسف أنا مش هعرف.. أول ما أسيبك هرجع البيت وأشك في كل حاجة بتحصل.. مش عشان الشك حلو.. بالعكس.. اليقين أريح وأشيك وبيخلي شكلك أروش.. والشك دا متعب وابن وسخة.. بس بصراحة مسلي…
شيء مسلي إنك تبقى شايف مشكلة في كل فكرة.. وشايف العبط اللي داير في كل نادي أو مجموعة بايعين نفسهم على فكرة وبيدافعوا عنها.. وتحس إن فيك منهم حتة.. بس مهما كان حجم الحتة دي مش مستسلم لها.. الشك بيديك مساحة تاخد وتدي مع الأفكار ومع الدنيا كلها.. وغالبا إنت عملته قبل كده كتير في حاجات بس مش واخد بالك.. بدليل لو افتكرت نفسك من ١٠ سنين كنت عامل إزاي.. هتفهم إن يقينك ببعض الأشياء ساعتها أقل ما يقال عنه إنه كان شيء مش في محله… وإن الاستقرار على قناعة بخصوص أي شيء مش معناه إن هو دا الصح المطلق.. وإلا ماكنتش جيت هنا وسيبت قناعتك القديمة اللي كنت متأكد إنها صح برضه..
الإنسان لو راقب تاريخه الشخصي ورحلة تطوره.. وانطلق من دا لمراقبة سلوك الناس حواليه.. وهم بيعملوا زيه بالظبط لما يقتنعوا بشيء وبعدين بيشكوا فيه.. هيكتشف إن كلنا بندور على فكرة تمثل قناعاتنا في اللحظة الحالية.. ويمكن ياخد باله قد إيه دا في حد ذاته شيء ملهم ومسلي.. وإن الحكاية هي رحلة مستمرة.. يعني مفيهاش وصول.. بس الرحلة دي بالذات فيها كنز.. كنز الدهشة.. وطول ما إنت لسه قادر تصاب بالدهشة فإنت في نعمة كبيرة…
غاية ما هنالك بس إني حابب أذكر نفسي وإياك.. أثناء الرحلة.. خف واهدى.. واعرف قدرك وحجمك الحقيقي في العالم.. وفكر شوية إنت بتدور على إيه.. وماتسخنش قوي على فكرة عاجباك وحاسس إنها بتمثلك.. وحدد إنت مكانك فين من نادي محبيها ومهاويسها.. وإدي نفسك مساحة شك.. صدقني هتدهشك قدام شوية.