ملنيل ع الآخر
منصــــــــــة الكترونيـــــــــة تناقـــــــــش موضوعــــــات جيـــــل الملنــيل بنيــــــلة
معقول اسيب الكروان واروح لأحمد عدويه
“معقولة أسيب الكروان وأروح لأحمد عدويه!” جملة قالتها شخصية “عطية عبد الخالق” اللي قام بدورها الفنان يحيى الفخراني في فيلم “خرج ولم يعد” من إخراج “محمد خان”.
في الفيلم، ذكر أحمد عدوية كان بيشار له وكأنه رمز لزحمة وسوقية وتوحش وشعبية وهمجية القاهرة، القاهرة اللي أظهرها خان في الفيلم غير حضارية ومليانة تراب.. الشوارع تراب والمية بتنزل بلون الطين من الحنفيات. مظنش الصورة بعيدة أوي عن الحقيقة ولكن أظن مكانتش بهذا السوء في التمانينات وقت صدور الفيلم في السينما.
كان ذكر أحمد عدوية في الفيلم مرتبط بإنزعاج البطل من رجوعه للقاهرة اللي كرهها وحب الريف بهدوءه كبديل.. الريف المتمثل في بيت “كمال بك عزيز” الشخصية اللي قام بدورها الفنان “فريد شوقي” اللي كان بيته بيمثل الخيرات برغم كونه فقير ولا يحتكم غير على مجموعة فدادين أراضي وبرغم إن مكنش معاه فلوس إلا إنه قرر شرا فدادين “عطية” عشان “ماينفعش يقول لأ ويبان قدام الناس إنه فقير!”.
مكنتش فاهمه إزاي عنده كل هذا الكم من الزرع والحيوانات وكل يوم موائد حافلة بكل أنواع البروتين ع الفطار والغدا والعشا، ده غير البرتقال والموز وغيره وغيره ورغم كده بيتقال إنه فقير برضه! مكنش في منطقة كده لصورة خيرات الريف على حساب فقر موارد المدينة!
المهم، ورجوعًا للموضوع الأصلي، عدوية طبعًا إتضايق سيكا بتحويل خان لاسمه كرمز لصخب وهمجية وإسفاف القاهرة، فأصدر أغنية “خرج حبيبي ولم يعد”، كلمات “بهجت قمر” وألحان “فاروق سلامة، كإهداء من عدوية لخان وللفيلم مغلف برسالة “أنا أهو، أقدر ألخص لك الفيلم في أغنية بكلمات معبرة وموسيقى تخطف السمع وتعلق مع المستمعين”. الحقيقة، رد شيك وفني مُعتبر من عدوية لخان.
صد رد فني في منتهى الروشنة، بدون وصلات ردح في الجرايد أو تصريحات نارية ع التليفزيون أو في الردايو.. والله زمان!
الرد ما قبل ظهور ثقافة الديس تراك فالمشهد الموسيقي أو ظهور الراب أظن.
الأغنية جميلة وعدوية وتاريخه الموسيقي قيمين ومهمين في تاريخ الغناء الشعبي المصري، ولو حد شايف إن أغاني عدوية مُسفة -وده مش حقيقي- فإن كانت يعني مسفة فهي بتمثل إسفاف القاهرة كأي فن شعبي مراية للشارع واللي بيحصل فيه.. أيوه! زي وقتنا دلوقتي كده.
“لماذا هذا .. ما الذي؟!
كنا سوا في أحلى حال.”