محللك اكتب.. محللك ارسم – مراجعة لكتاب “رأس آخرى حليقة” لعمر وعمر وحوار مع الفنانين

الملنيل

في المراجعة دي هنلعب سوا.. هنجرب حاجة جديدة..

هكلمكم عن عمل فني غالبا محدش هيشوفه.. وكمان مش هقولكم موضوعه..

الحدق يفهم بقى!

 

من شهرين تلاتة تقريبًا كان عندي فرصة أشوف نسخة إلكترونية تحت التعديل من كتاب “رأس آخرى حليقة” للعمرين، أو زي ما هنشير ليهم في المراجعة دي: الفنانين عمر الأزرق وعمر الأسود، وهشرحلكم قصة الألوان دي بعد شوية، كان عندي تعليقات مبدئية على السكرول السريع اللي عملته ع الكتاب وبالفعل قلت بعضهم لعمر الأسود وكنت متحمسة جدا انتظر لحد ما أشوف الكتاب مطبوع وأقراه بتمعن، وقد كان.

 

“رأس آخرى حليقة” هو كتاب نقدر نقول إنه متعدد التخصصات، هتلاقي فيه رسوم توضيحية ونصوص وكاريكاتير وكوميكس، أعمال أنتجت في الفترة اللي قضاها العمرين في “المصنع”، وقرروا يتعاونوا ويجمعوا أعمالهم في الكتاب دا ويطبعوها بتقنية الريزوجراف مع مؤسسة “ورق” اللبنانية.

 

أول تعليق كان عندي على الكتاب لما قلبت فيه سريعا المرة الأولى هو أول وأكبر تعليق مازال عندي لما شفت النسخة النهائية المطبوعة منه. الكتاب محتاج تحرير، المحرر دوره كبير يمكن دوره أهم في مراحل إنتاج الكتاب أكتر من الفنانين الإتنين، حسيت من الأعمال وكإن حد فتح درج مليان قصاقيص مختلفة وحطهم ورا بعض بدون ترتيب يراعي السياق أو تنسيق ما بين أعمال الفنانين الإتنين، وقالك: إتفضل.. كتاب!

مفيش شك إن الأعمال كتير منها كان مبهر بالنسبة لي، أنا أصلا من المعجبين بشغل كلا العمرين، وكمان انبهاري زاد لما شفت من خلال الكتاب إنهم كمان موهوبين في الكتابة.

لكن بعد الموهبة والإنتاج لازم يجي دور المحرر، أشعر مؤخرا إن دي مشكلة أو ظاهرة عامة عندنا، المعارض بتطلع غريبة عشان بنتجاهل دور الكيوريتور أو المنسق الفني، والكتب بتطلع محشية محتوى مش متظبط عشان بنتجاهل دور المحرر، والعروض المسرحية بتطلع مملة ومش مفهومة عشان بنتجاهل دور الدراماتورج. ونقدر نعرف الفرق لما نبص على الأعمال القليلة اللي بتحصل ويكون شغال فيها كيوريتور أو محرر أو دراماتورج.

وبرغبتي في التحرير هنا مش بقصد إن كان ممكن نشيل أعمال لإنعدام أهميتها، أو إننا نولي أعمال على أعمال تانية، يمكن بالعكس! أنا شفت أعمال فكرتها كانت مهمة جدا بالنسبة لي لأنها كان ممكن تتحول لعنوان قسم من الكتاب زي هنا مثلا:

 

وأنا بقرأ الكتاب كنت بشوف كل قطعة مش في مكانها وكل قطعة كان يكون أفضل لو متحطش في الكتاب أصلا وكنت بحاول اتخيل محادثة في دماغي بين الفنانين الاتنين والمحرر اللي مكنش موجود.

وقدرت اتفهم من الحوارات المتخيلة دي أسباب تمسك الفنانين بنشر الأعمال دول اللي أظن بنسبة كبيرة ممكن يكونوا أخدوا بالهم أوقات إن العمل الفلاني مش لازم يكون هنا أو أحسن يكون هناك، أو يمكن يتشال أساسا.

وقادرة كمان اتفهم الربطة الشعورية بين الفنانين وإنتاجهم اللي طلع من فترة المصنع، تجربة أنا معيشتهاش ومش هعيشها لكن سمعت عنها كتير وقادرة أتفهم جدا إن “هو دا أنا وقتها.. وهو دا اللي عايز أوريه للناس دلوقتي”.

وعشان أوقف السيناريوهات المتخيلة دول قررت أعمل حوار مع الفنانين هنشوفه في آخر جزء من المراجعة.

 

رجوعا لنقطة الألوان اللي وعدتكم إني هوضحها، الكتاب كبير، أظن ما يقرب الـ ٣٠٠ صفحة، كان فكرة المحرر عشان نقدر نفرق بين أعمال الفنانين الإتنين هي الألوان، أعمال فنان هتطبع باللون الأسود وأعمال الفنان التاني هتطبع باللون الأزرق، لذلك قلت أشير لهم في المراجعة دي بعمر الأزرق وعمر الأسود.

أكتر ملمح فيه تباين بين تجربة العمرين هي تجربة كل واحد منهم كانت فين، وواستطه كانت إيه، والبيئة اللي طلع منها الفنان نفسه وشخصيته وأفكار وتكوينه المعرفي والشعوري.

لذلك وللمفارقة يمكن أشارت في الحوار اللي جاي بالتباين دا اللي عنونته بالفرق بين تجربة المواطن الأبيض والمواطن الأسمر في أحد الأسئلة، فبلاقي إن عمر الأرزق هو عمر الأسمر وعمر الأسود هو عمر الأبيض!

أتمنى مكنش لخبطتكم 🙂

 

الفرق في التجربة واضح جدا في ملاحظتهم للبيئة اللي كانوا موجودين فيها، للشجر والرصيف والشمس، لتعاملاتهم مع زمايلهم، لتعامل زمايلهم معاهم وبالأخص لما عرفوا إنهم رسامين، وطبعا طرق تعبيرهم عن كل دا من خلال الرسوم والنصوص.

بنشوف عند عمر الأسود أو المواطن الأبيض إن كان ممكن حد من زمايله يبكي وإزاي باقي الزملا بيتعاملوا مع الفعل دا وبيتفهموه وبيقفوا معاه يواسوه وخلافه، وعلى الصعيد التاني بنشوف عند عمر الأزرق أو المواطن الأسمر إن مكانش ينفع حد يعيط، دي رفاهية مستحيل تحصل.

بنشوف إدراك عمر الأسود للوقت وللتجربة وإنها مرحلة لازم تحصل وهتعدي، على عكس عمر الأزرق اللي حسيت من خلال أعماله إن تجربته دي هي يمكن نهاية العالم اللي بيتعذب في كل ما فيها حتى في الأوقات اللي بيقعدها مع نفسه. بالرغم من محاولته هو وزمايله إنهم يتكلموا عن حياتهم برا وأحلامهم ومستقبلهم عشان يفكروا نفسهم إن كل دا هيعدي وهيرجعوا لحياتهم تاني، لكن مش دا الإحساس اللي وصلني من نصوصه صاحبة اللغة الغاضبة معظم الوقت على عكس عمر الأسود اللي لغته كانت أهدى وأحكم وأكثر عملية.

 

وعلى ذكر العملية، بنشوف برضه التباين في تعامل كل منهم مع كونه فنان في سياق المصنع، إزاي عمر الأسود الشخص العملي دا فكر ونجح بالفعل في إنه يطوع الرسم وبالأخص رسم البورتريه لصفه، وإنه يكون شئ بيقدمه مقابل تسهيلات تخلي تجربته أخف بدرجة أو إتنين، وإزاي كمان زمايله تعاملوا مع الموضوع دا وكانوا بيتبسطوا جدا بيه وبيطلبوا يرسمهم يمكن لأكتر من مرة. على عكس عمر الأزرق اللي كان مش بيفضل الموضوع دا وهو اللي كان بيحاول يقنع زمايله إنه يرسمهم لكنهم كانوا بيرفضوا أو بيتضايقوا من الرسوم اللي مكانوش راضيين عنها.

أتوقع إن دا له تأثير ثقافي جاي من كون مين اللي بيرسم؟ المواطن الأبيض اللي لسه راجع من بلاد بره، ولا المواطن الأسمر المتعلم حكومي. برغم إن الجمهور في الحالتين مكنش مهتم أوي بالحفاظ على البورتريه بعد الرسم!

افتكرت وقتها أبويا لما حكالي عن تجربته في المصنع، وقال لي إنه قدر يستغل كونه متعلم وخطه حلو ورسام عشان ياخد أعمال مكتبية بعيدة عن سحلة الشغل اليدوي أو المشاوير، وافتكرت صديقي اللي قال لي إنه قدر يستغل كونه عنده عربية فيقدر يعمل مشاوير، أو صديق آخر كان بيعرف يسوق فيقدر برضه يستخدم عربية المصنع وينجز مشاوير، وما شابه.

 

عودة للأعمال، بفكر في غزارة إنتاج عمر الأسود اللي كانت أكتر بقدر ملحوظ من إنتاج عمر الأزرق سواء كانت على صعيد الرسوم أو النصوص. بفكر إزاي عمر الأسود قدر ولقى مساحة إنه يطور من ستايله وينتقل بين رسم البورتريه التقليدي ورسم البورتريه الكاريكاتيري والرسوم التوضيحية والكاريكاتير والكوميكس، على عكس إنتاج عمر الأزرق اللي كان يبدو موحد أكتر أو ذو جانب شخصية أو طابع واحد بشكل ما، حتى النصوص.. بنشوف عمر الأسود بيكتب صفحة متروسة كلام في المقابل عمر الأزرق كاتب سطرين أو مجموعة كلمات متتالية غاضبة.

أساسا عمر الأسود كتب نصوصه كاملة بالانجليزي وعمر الأزرق كتب بالعربي، فانتوا فاهمين السياق معايا!

ابهرني مجهودهم في التعاون دا على صعيد النصوص، لما عرفت إن كل منهم ترجم نصوص الآخر للغة التانية، اكتشفت قد إيه شطارة عمر الأزرق في الكتابة بالعربية من خلال ترجمة وصياغة نصوص عمر الأسود أكتر من كتابة نصوصه هو الشخصية، كان في أكتر من نص لعمر الأزرق تحس إنهم نصوص شعرية، قصيرة لاذعة ومشحونة مشاعر مختلفة. 


فاطمة: أكيد من الأول كنتوا عارفين -لنوعية الموضوع- إنه الكتاب مش هيتنشر في مصر تقريبا، وبالرغم من كدا الإنتاج كبير من نصوص ورسوم.. كلموني عن إحساسكم تجاه دا

 

عمر الأسمر: من الأول كنا بنسأل نفسنا إحنا ليه بنعمل الكتاب؟ أو ليه مهم بالنسبة لنا إننا نعمله؟ حتى لو مكانش معانا منحة إنتاجية برضه كنا عايزين نعمله وننتج خمسين نسخة مثلا ونوزعهم علينا كدا، كتوثيق للمرحلة والأهم كحفاظ على الذكرى البشعة اللي مكانتش ألطف حاجة في وقتها دي، إننا نعمل حاجة نعادلها، فبعد مثلا كام سنة تبص عالكتاب وتفتكر من خلاله اللي حصل في الوقت دا وإنه برغم صعوبته طلع الإنتاج دا لميناه في كتاب حطينا فيه كل حاجة.

 

عمر الأبيض: ميتهيأليش إننا كنا عملنا كل دا لو مكانش البروسيس نفسه ممتع وبيخلينا نراجع ونريفليكت على التجربة، من أول ما قابلت عمر وبنينا صداقة من خلال الشغل وحبنا للإنتاج اللي طلع م الوقت دا، فممكن اقول إن عملية الإنتاج نفسها هي اللي حببتنا في المشروع بغض النظر هو هيطلع ولا مش هيطلع. كل ما دخلنا في التجربة أكتر كنا بنحبها أكتر وبنتحمس نشوف شكلها النهائي هيكون عامل إزاي. 

 

فاطمة: الحقيقة أول حاجة جت على بالي كانت سؤال إزاي في ظل قسوة وصعوبة التجربة دي قدرتوا تطلعوا كل الإنتاج المختلف دا من نصوص ورسوم، وكمان رسوم بأكتر من ستايل مختلفين؟

الفنان بيكون عنده وعي برضه، فهل كان بيجيلكم لحظات وعي كدا في أوقات وتسألوا نفسكوا نفس السؤال؟ إزاي أنا قادر اعمل كل دا في ظل التجربة دي؟

 

عمر الأبيض: أهم عامل في تجربتي كان الفراغ، يعني أنا لو رجعت لأفكاري وقتها.. كنت حاسس إني المفروض أعمل أكتر! في وقتها كان عندي نوع من الإحساس بالذنب إنه هو أنا ليه مش برسم، أنا قاعد فاضي في أوضة فاضية.. ليه كمان مش بطور من ستايلي ومهاراتي في الفضا دا. حتى في فترة أول أربعين يوم كل اللي كنت برسمه وزعته، فأنا كنت واخد الوقت كدا كفرصة تطوير لمهاراتي في رسم البورترية ساعتها.

 

عمر الأسمر: برضه زي ما قلتي.. آه الجو وحش والوقت وحش والدنيا مزنوقة بس هو وقت فاضي فمفيش غير إنك تسحل نفسك مع الناس يا إما تعمل حاجة إنت طول الوقت بتعملها.. اللي هي الرسم في حالتنا، فإيه المختلف؟ تمام.. هاخد معايا ورق وأقلام وأوقف الوقت وأهرب من كل الأفكار السودا دي بالرسم. وأنا مثلا بسكيتش مجموعة قاعدين.. وقتها كانوا بيحكوا قصصهم، قصص صعبة طبعا، مكناش شبه بعض أوي فمكنتش عارف أشارك برضه، كنت محتاج أهرب وبرضه ممكن نعتبر إن دا كان شكل مشاركتي ومحاولتي إني مقعدش مع دماغي.

كان مهم أوثق الكلام دا، وافتكر الفروق بين حياتي وحياتهم، وإن دي مجرد مرحلة وهتعدي، دا مش شكل حياتي العادية.

كنا بنتناقش أنا وعمر عن معنى كلمة sonder وهي حاجة كدا زي إدراك إنك بائس بنفس الدرجة اللي كل اللي حواليك بائسين بيها، ودا بيولد إحساسك – بالترجمة المصري- إنك مش محور الكون يعني.

كتير من إسكتشاتي برضه زي ما عمر قال اتوزعت، وكان جزء من كوني فنان برسم هو إنه يكون عندي جزء من السلطة.. الفنان بتاع المكان ودا يخليك تعرف تسلك حاجات أو تاخد حاجة مش سهل عادة تاخدها.. يعني هو الموضوع كان أداء.

 

فاطمة: “أداء” دا تعبير هايل جدا جدا، لأني بشوف الكتاب بتاعكم فعلا أدائي جدا جدا جدا، وعجبني جدا إنكم كنتوا بتتكلموا عن قصص مش بس كانت بتاعتكم، أشعر إني قريت قصص وشوفت بورتريهات لناس أكتر ما شفت عنكم، ودا كان جميل جدا وأضاف ثقل ومشاعر كتير لتجربة قراية الكتاب..

هل دا كان عفوي ولا عن وعي وقرار واضحين؟

 

عمر الأبيض: لأ دا مكانش مقصود أوي، هو كنا عايزين نظهر حقيقة التجربة زي ما هي ونعكسها بنسبة كبيرة والحقيقة هي إننا كنا في وسط مجموعة كبيرة منغمسين معاهم يوميا..

 

عمر الأسمر: والحقيقة إنه برضه إنت بتتلاشى، كلكوا مجموعة مع بعض من نفس النوع، فإنت بتختفي تماما في قصص الناس التانية.. اللي هي غالبا عادية ومفيهاش حاجة مميزة وهو الكتاب أصلا مفيهوش حاجة مميزة، مجرد وصف لروتين يوم ممل وأفكار ساذجة مليانة حر وزهق.. مش سرديات ما، يعني لما كنا بنتناقش مع المحرر عن العرق والرجالة والبعد من الحاجات وبتاع، يعني لأ.. هو مفيش بعد، أنا كنت زهقان وهو كان زهقان وكنا بنضيع وقت.. أول كلام كان بيجي في بالي كنت بكتبه.. مجرد صياح عام وسط اللي حواليا بيصيحوا زيي.. محاولات للإندماج برضه.

فاطمة: وقفت شوية عند الجزء بتاع عمر الأسمر لما ولد رسمك على كوكب لوحده ورسم نفسه هو خطبيته على كوكب لوحدهم.. حسيت بإيه ساعتها؟

 

عمر الأسمر: قعدت أضحك بصراحة! الأول كنا قاعدين بنرغي.. إنت مرتبط وبتاع فقلتله لأ، وافتكرته نسي، وبعدين قعدت علمته يرسم اسمه وبعدين لقيته بيرسم كوكبين، وقال لي دا كوكب عليه أنا والبت بتاعتي ودا كوكب عليه إنت لوحدك.

 

فاطمة: ليه كوكب؟ ليه مش شارع مثلا؟

 

عمر الأسمر: عشان هو طفل، كتير منهم أطفال صغيرين شوية فعلا، ممكن تكون صورة من فيلم ولا كارتون شافه ولصقت معاه وطلعت هنا.

 

فاطمة: أول قعدة بينكم وانتوا فارشين شغلكم لبعض أول مرة، كان إيه أفكاركم ومشاعركم وقتها؟

 

عمر الأسمر: إحنا اتخضينا كتير أوي.. لأن الحاجات كانت شبه بعض أوي..

 

عمر الأبيض: أكتر حاجة خضتني إني كنت راسم كلب مولع، بعد شهور كتير وأنا بشوف الشغل لقيت عمر راسم قطة مولعة.. اتخضيت جدا

 

فاطمة: فين القطة؟ أنا ماشوفتهاش.. 

 

عمر وعمر بعد تقليب في الكتاب: غالبا رسمة القطة متحطتش في الكتاب!

 

عمر الأبيض: أول حاجة قلتلها لعمر لما شوفت البورتريهات بتاعته إني حسيت إنه راسم شهدا! ناس شكلهم ميتين.. 

 

عمر الأسمر: هما ميتين فعلا! عشان أكتر وقت كنت برسم فيه هو وقت بعد مجهود كبير.. كان أكتر وقت ينفع يثبتوا فيه فأقدر ارسمهم.. هما والشجر.. في البداية مكناش بنرسم أشخاص، مكنش في لسه تواصل بينا، أصلك هتخش تقوله إيه فعلا، هو أنا ممكن أرسمك! كان هيشتمني، فبدأت برسم الشجر والأماكن.. البيئة اللي حوالينا وبعدين البورتريهات وبعدين دودلز الزهق وبعدين رجعنا تاني لشغلنا بقى بعد ما اعتدنا صور التجربة دي.

محمود خطاب صديقنا قالنا دا أول قعدة عملناها معاه إنه الكولاب بيننا كان موجود ومش محتاجين نحزق عشان نبين التشابهات، يكفي إننا نحط الشغل بس جنب بعض.

 

فاطمة: هو الكولاب موجود مع أي حد مر بنفس التجربة دي، لذلك الكتاب دا كان مهم بالنسبة لي جدا، لأنه عن التجربة اللي مبنسمعش عنها خالص.. كتاب “رجالي” يشبه كتب إيمان مرسال مثلا اللي عن تجارب الستات مع الأمومة. حتى بكل الأفكار والتعبيرات اللي شايفنها أولية أو ساذجة.

السؤال دلوقتي: وإنتوا بتشوفوا شغل بعض، كلموني عن التحرير، هل كان عندكم تعليقات على شغل بعض؟ إيه ممكن يتحط فين؟ إيه ممكن يتشال أصلا؟ 

 

عمر الأبيض: هو مكنش في عملية تصفية لحد ما بدأنا نشتغل مع “ورق”، إحنا عمرنا ما عملنا كتاب، دي أول تجربة لينا..

 

عمر الأسمر: كنا عايزين ندي مساحة للكيوريتور والمحرر.. للعين التالتة يعني اللي بتبص على الشغل دا من برا. كان في حاجات شيلناها لأسباب مختلفة، حاجات لعمر مثلا كانت مش مناسبة أو لها صلة باللي بنعيشه هنا، أو حاجات كان يمكن يكون ليها خطورة على حد معين نتكلم عنه أو ما شابه يعني.. كنا بنحاول نبتعد عن إنه الكتاب يكون له بعد سياسي أو حتى تنظيري.

 

فاطمة: عايزه اسمع منكم عن تجربتكم مع المحرر بقى.. اللي اتمنى ميزعلش مني بعد ما يقرأ المقال دا 🙂

 

عمر الأبيض: أنا اتبسطت..

 

عمر الأسمر: أنا اشتغلت مع كذا كيوريتور من مصر وبرا مصر قبل كدا فشفت أنماط مختلفة من الناس اللي بيقدروا فعلا يطوروا مشروع ويكون عندهم تقييم فكري لشئ.. انتي برضه لو كنتي شفتي الكتاب في الأول هو كان ترتيبه ساذج جدا وإحنا كنا محتارين ومتلخبطين في كذا حاجة، فكان دوره التطوري في الأساس كان إننا نفهم أصلا ونحلل الشغل ونحطهم جمب بعض إزاي، وكمان كان في كام تمرين عملناهم معاه كانوا صايعين جدا وكانوا مفيدين فشخ وأدوا تقل وبعد للشغل بشكل مختلف وغير متحيز.

 

عمر الأبيض: كانت بروسيس برضه عملية جدا، نعمل تمرين ونسيبه ونرجعله نبص عليه ونعيد تقيمه وبعدين نسيبه ونشتغل على حاجة تانية ونرجعله تاني وهكذا ودا كان مفيد جدا، كل ما وصلنا له كان من خلال التمارين اللي حسين اشتغل عليها معانا. أنا برضه من التجربة دي اتعلمت إزاي تتعامل مع وسيط الكتاب، إزاي تجذب إنتباه القارئ من خلال تقسيم الكتاب وكإنه مشاهد ودا مكنش موجود عندنا قبل تجربة صنع الكتاب.

 

فاطمة: كان في كاريكاتير لعمر الأبيض اللي هو بتاع “لو طولت شنبي هيكون شكله حلو؟” حسيت إن الكاريكاتير دي كانت ممكن يكون عنوان لفصل بتتكلموا فيه عن الحاجات اللي بنعنونها عادة بـ “أنثوية” زي الشكل مثلا والريحة والاهتمام بالنفس والمشاعر والضعف وما شابه.. ودا خلاني افكر هل كنتوا شوفتوا موضوع ما وحسيتوا إنه مكنش متغطي كفاية وقررتوا تزودوا محتواه ككتابة أو رسوم ولا دا اللي طلع من الفترة دي واللي حصل هو اللي اتحط في الكتاب ومرسمناش حاجة بعدها؟ 

 

عمر الأسمر: اللي حصل هو اللي اتحط في الكتاب ومرسمناش حاجة بعدها 

 

فاطمة: لما بتبصوا ع الكتاب، إيه اللي بتحسوا إنه كان ناقص أو إيه اللي كنتوا عايزين تعملوه بس في حاجة عصلجت معاكم؟

 

عمر الأسمر: مفيش تقريبا..

 

فاطمة: فعلا؟ دي إجابة جميلة

 

عمر الأسمر: أنا متصالح مع الكتاب وحابب البروسيس وحابب المنتج النهائي جدا، يمكن لو رجعنا تاني كنا رسمنا أكتر وحاجات مختلفة بس اللي طلع دا هو كان بتاع وقته وزي ما هو تماما، طول الوقت في قصص مهولة وكميات ناس مختلفة.. 

 

عمر الأبيض: كميات مهولة آه بس جت فترة بدأت أحس إنه خلاص بقى.. مفيش حاجة مختلفة، الناس بتتكرر.. فيعني مفيش لأ.

 

فاطمة: على ذكر الرسمة بتاعت الشنب أو التفاصيل اللي ينفع نسميها كيوت دي، التفاصيل دي بينكم كانت مبينة أوي نوع المعيشة اللي كان محطوط فيها كل واحد منكم واللي منها طلعنا بتجربة المواطن الأبيض والمواطن الأسمر اللي اتكلمنا عنها دي..

 

عمر الأبيض: بصراحة، كان في الأول في حتة كدا رومانسية، رومانسية بداية التجربة بشكل نفسي وفكري، كان في بالي إن دا مكان أنا مش هدخله تاني في حياتي وكـ “عمر الأبيض” عايش بقالي سنين برا مصر مش متفاعل ولا مندمج مع اللي بيحصل هنا فساعتها حسيت بأهمية إني أركز مع التجربة دي عشان كدا كنت برسم لأني كنت عارف إني مش هاجي هنا تاني.

 

فاطمة: السؤال لعمر الأسمر، بما إني عارفه أكتر لشغلك السابق، اللي ساعات بحس منه معاني جندرية ما، حسيت أكتر إنه التفاصيل الكيوت دي ينفع أشوفها عندك أكتر من عمر الأبيض، فهل دا كان في الكتاب فعلا وأنا مخدتش بالي؟

 

(بعد تفكير وصمت شوية)

عمر الأسمر: أنا بيجيلي التعليق دا على شغلي عادة، يمكن لأني مثلا أنا مرتبط بأمي شوية وبتحكيلي كتير، كونها معايا دايما ومسرسبة شوية أفكار ومشاعر في دماغي فدا بيطلع بأشكال مختلفة، أنا بتحرك بكل دا.. يمكن دا ظهر في النصوص.. شوية تحس إن في ولولة.. شوية بتشوف أفكار بصرية أكتر ونثرية أكتر..

 

فاطمة: السؤال دا بخصوص كوميكس عمر الأبيض، هل اتكلمتوا عن عايزين تحطوها ولا لأ؟ هل ليها مكان ولا عايزين توحدوا ستايل ما قريب بينكم انتوا الاتنين؟

 

عمر الأسمر: هي حاجة ليها دعوة بإننا تكيفنا في الآخر وبعد مراحل التجريب كل واحد رجع يعمل شغله..

 

عمر الأبيض: أهم عامل هو إنها اتعلمت هناك فكان دا نتاج للي كنت بعيشه هناك، بكل رموز البيئة البصرية اللي كانت حواليا وقتها، فعمر كمان شجعني إن كتير منهم يفضل موجود.

 

فاطمة: تحبوا تقولوا أي حاجة في الأخر؟

 

عمر الأسمر: ليه عايزه تكتبي عن الكتاب بتاعنا؟

 

فاطمة: عشان آثر فيا جدا وشايفة إن الكتابة عن دا مهمة جدا ولإننا مبنشوفهاش تقريبا، وحسيت زي ما عمر قال إنه هيندم لو مرسمتش الشجرة دي وقتها، حسيت إني هندم لو مقعدش ذاكرت الكتاب دا وكتبت عنه.. أنا بمشي اتكلم مع الأصدقاء عن الكتاب وفعلا حاسه إنه خسارة إنه مش متاح لكل الناس. والباقي هتعرفه لما تقرأ المراجعة بتاعتي للكتاب.. ها؟ عايزين تقولوا إيه تاني؟

 

عمر وعمر: عايزين نقول إن “ورق” جامدين جدا، عايزين نشكرهم جدا جدا لمجهودهم ووقتهم ودعمهم، الكتاب اتعمل ٣ أضعاف عدد الصفحات اللي كان المفروض يطلع منها تقريبا فشكرا لدعمهم ومرونتهم، ونشكر أحمد هاني وديفيد وكريستينا وحسين وخطاب.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *