“دستة كاملة للتخلص من الكمالية”

الملنيل

“دستة كاملة للتخلص من الكمالية”

كتابة فاطمة الزهراء

في ظل سرعة وضغوط الحياة والتنافسية في سوق العمل أخر عشر سنوات بالأخص، أن تعمل على تحسين نفسك ليس عيبًا، أن تسعى للكمال شيئًا ربما يكون حسنًا لكن ككل صفة إنسانية الإفراط فيها وتجاوز الحدود ربما يؤدي إلى منحنى خطر أو في هذه الحالة يؤدي إلى “الكمالية”. الكمالية هي سمة من سمات الشخصية، يتسم صاحبها برغبة وسعي دائمان للوصول للكمال من خلال وضع معايير وتوقعات عالية لأنفسهم والسعي المستميت لتحقيقها.

يقدر فقط الكماليون أنفسهم بناء على نجاحاتهم وإنجازاتهم، فمهما توهمت أنك تمسك زمام أمور كماليتك وتراها بشكل حسن كالجزرة في نهاية العصا التي تجعل الأرنب يركض أسرع ويكسب السباق.. في كل الأحوال في وقت ما ستصدم إما بمعايرك العالية تجاه نفسك أو معايرك العالية تجاه من حولك أو المعايير التي تحسبها في خيالك يضعها مجتمعك عنك.

يمكن أن تؤدي الكمالية إلى القلق وكره الذات ومحاولة إيذاء النفس والإكتئاب واضطرابات الطعام ويمكن أن تصل أيضًا إلى الانتحار. 

في هذا المقال سنحاول سويًا أن نكتشف سمات الكمالية ونجرب كيفية التخلص منها.

سنجد في دستة النقاط الأثنى عشر التاليين بعض السمات الشائعة لدى الأشخاص الكماليين:

  1. تسير بمبدأ “كل شئ أو لا شئ” ولا ترضى بالحلول الوسط أو التنازل البسيط، توقف عن تصور أكثر السيناريوهات جمالًا أو سوءًا وأترك طاقتك للعمل فقط وسترى النتيجة.
  2. تضع مهام كثيرة على كاهلك ولا تسترح إلا عندما تنهيهم جميعًا وتشعر بالإحباط من نفسك وكرهًا لذاتك إن لم تستطع إنها مهامك الثقيلة في الوقت الضيق الذي وضعته لنفسك.
  3. دائمًا ما توجه لنفسك نقدًا هدامًا وتلوم ذاتك حتى على أقل وأصغر وأهون الأخطاء، حيث تبدو لك الأخطاء الصغيرة كفشل كبير.
  4. تضع أمال وتوقعات عالية، ترهقك وترهق من حولك.
  5. تفكر زيادة عن اللازم في موضوعات صغيرة أو موضوعات سابقة لأوانها أو موضوعات لم تحدث ولن تحدث في الواقع.
  6. سرعان ما تلاحظ أخطاء الأخرين وترتعد أن يلاحظ أحد أخطائك أو أن تخطئ من الأساس.
  7. لا تطلب المساعدة وإن عرضت عليك ترفضها، فالكمالي لا يري أنه يحتاج مساعدة من أحد وأن تقبل المساعدة مرة واحدة يشعر أنه أخطأ ولم يؤدي عمله كاملًا وحده كما توقع من نفسه.
  8. تخشى تجربة أمور جديدة، أو تفكر كثيرًا كثيرًا قبل أن تقدم على أي عمل جديد لم تجربه من قبل.
  9. تضيع وقتك في تحسين مهمة أنجزتها بدلًا من أن تبدأ في إنجاز مهمة جديدة.
  10. تماطل وتسوف وتؤجل إنجاز المهام حتى تطمئن أنك خططت لها جيدًا ورتبتها وأنك ستنفذها في الموعد المناسب لها.
  11. لا تشعر بالرضا عما تنجزه ودومًا ما تكون أقسى شخصًا على نفسك، فالكمالي كما ذكرنا في نقطة سابقة لديه موهبة اصطياد الأخطاء لنفسه وللآخرين.
  12. تخشى أن تتخذ قرارات خوفًا من الفشل والمسؤولية.

 

إن كان لديك ثمان نقاط من النقاط السابقة فربما تعاني من الكمالية وأنصح أن تزور طبيبك النفسي فهو أفضل من يمكن أن يساعدك. فالكمالية ليست سمة نفخر بها أو نعتبرها من مميزات شخصياتنا، بل يجب أن نعي إن كنا كماليين أننا نحتاج إلى مساعدة نفسية حتى لا نقع في أزمات القلق والإكتئاب وغيرها من تطورات الكمالية السلبية.

والنقاط الأثنى عشر التاليين تعتبر خطوات بسيطة في طريقك للتخلي عن الكمالية، حاول أن تجربهم ربما يساعدوك شيئًا فشيئًا للتخلص من الكمال.

لطالما اعتقدت أن الكمالية هي طريقة ذاتية لتصورك عن نفسك وطريقة تعاملك معها، لذا طريق التعافي دومًا يبدأ منك.. 

  1. أبتعد فورًا عن العلاقات السامة، من ينتقدوك باستمرار أو يقارنوك بأي شخص أخر أو يحبوك حبًا مشروطًا بتحقيق إنجاز أو نجاح ما.
  2. قل لنفسك دومًأ “أهميتي في شخصي وفي من أكون” ليست في ما أنتجه من إنجازات أو ما أخفق فيه. 
  3. أنت لسه بطل خارق، افعل ما تقدر عليه بالشكل الذي تراه مناسبًا لحلمك ولخطتك، المهم أن تبدأ.
  4. أبدأ فورًا، لا تنتظر العوامل المناسبة.. العالم على وشك النهاية وربما ما ستفعله ينقذك.
  5. لكل فرد دور في العملية وليس عليك أن تنهي كل شئ بنفسك.. تذكر أن الكنز في الرحلة لا في الوصول.
  6. الثقة بالنفس مفتاح لكثير من الأشياء في سبيل التنمية الذاتية، كونك واثقًا بنفسك لا يعني أن تعتقد أنهم سيحبوك أيًا ما كنت ستفعل، لكن يعني أنك ستصبح بخير إن لم يحبوا ما تفعله.
  7. الكمالية تُبعد الناس عنك، فغالبًا لا يريد الفرد أن يصبح لديه صديق يفكر بشكل مبالغ فيه فيما كنا سنخرج سويًا اليوم للتمشية فقط أم لا!، كما أن ادعاء الكمال ينفر الناس من حولك، حيث يود الأفراد أن يشعروا أنهم ليسوا وحدهم من يعانون وليسوا الوحيدين الذين يرتكبون أخطاءً.
  8. تعلم أن لا تعطي أهمية كبيرة لما يفكر فيه الآخرين عنك، الاهتمام بالآخرين وآراؤهم شئ جميل لكن لا تدع ذلك يؤثر على روحك أو على عملك.
  9. التجارب دروس، اعتبر أن كل سقطة درس تتعلم منه لما هو أكبر قادم، تقبل الأخطاء وتعلم كيف تتعامل معها كما تتقبل النجاحات.
  10. توقف عن مقارنة نفسك بأخيك أو جارك أو صديقك فالعمل، فنحن أشخاص مختلفين نشأنا ونعيش في ظروف مختلفة، لا يصح أن نقارن أنفسنا ببعضنا. لا تنس أن تجعل توقعاتك عن نفسك بناء على خبرتك الذاتية مع نفسك لا بناء على ما أنجزه أقرانك.
  11. تعلم أن تتحكم بتوقعاتك، أن تضع لنفسك أهداف وتحديات شئ صحي ولكن تذكر أن تكون واقعي في توقعاتك عن نفسك وعن ما يحيط بك من ظروف وعن الآخرين.
  12. وأخيرًا، هون على نفسك.. نحن نعيش أيامًا صعبة بظروف لم تحدث من قبل، نختبر أنفسنا وامكانياتنا وكل شئ من حولنا، فهون على نفسك حتى تستطع أن تقف مرة ثانية وتكمل مشوارك.

 

إن كنت تعمل على شيء ما بحماس حقيقي. ثم تفقد حماسك شيئًا فشيئًا ويختلف شعورك نحوه، يتسلل الملل لروحك ويسيطر الإحباط عليك، تبدأ بفقدان الدافع، لكنك تحاول بصعوبة أن تستمر في المضي قدمًا. ربما تأخذ قسطًا من الراحة، ربما تقرر كثيرًا أن تترك هذا العمل. بعد فترة، يبدو أنه بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فلن تفهمها أبدًا، لذا أنت تستسلم وتنتقل إلى شيء آخر، ثم تتكرر الدورة، وهكذا.. حقًا عملية مكررة ومملة ومحبطة للغاية ومرهقة نفسيًا.

حاول أن تجرب أكثر من شيئًا من الدستة السابقة وشاركنا أفكارك حول كيفية تخطي الكمالية والتعافي منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *