“Comedians in cars getting coffee”

الملنيل

 

“Comedians in cars getting coffee”

كتابة: فاطمة الزهراء

 

لم أكن أفهم الكوميديا الأمريكية حتى شاهدت هذا البرنامج وتمعنت في تفاصيل ضيوفه. لا يحمل حوار جيري ساينفيلد والضيوف أي عمق مُدعى أو محتوى ثقيل، محض حوارات خفيفية وذكريات لمواقف مشتركة في الحياة اليومية وفي العمل الخاص بصناعة الكوميديا في أمريكا.

أدركت خلال مشاهدتي لهذا البرنامج أن مديري الأمريكي الذي عملت معه منذ سنوات كان خفيف الظل ويحاول باستمرار أن يمزح معي على عكس ما كنت أفهمه وقتها أن تعليقاته سخيفة ثقيلة الظل ويظن نفسه مرحًأ! 

ادركت أنه مرح بالفعل ولكن مرحًا أمريكياً لا أفهمه ولا أستصيغه ولا أتعاطى معه كثيرًا برغم مشاهدتي بل وحفظي لأشهر مسلسلات السيت كوم الأمريكية المعاصرة.

 

محتوى هذا البرنامج في اسمه. كل حلقة يحضر جيري ساينفيلد “المُضيف” سيارة كلاسيكية تليق بشخصية “الضيف”، يعرفنا على تاريخ تلك السيارة في أول دقيقتين من الحلقة، ثم يستقبل “الضيف” ويذهب به إلى مقهى قريب ليشربا القهوة ويتناولا الإفطار ويتبادلا حديثها ودودًا عابرًا ليس بعيدًا عن أحاديثنا اليومية وقت القهوة مع أصدقاءنا، بإختلاف فقط أن تكون أنت جيري ساينفيلد ويكون صديقك لاري ديفيد أو جيم كاري أو ديف شابيل أو جون أوليفر أو تينا فاي أو برايان ريجان وغيرهم.

 

هذا الحديث الخفيف المرح المليئ بالمواقف والذكريات هو محور البرنامج، حديث بسيط لكن عميق بحق وخصب، لن أستطع أن أضع هنا أمثلة وستفهم لماذا عندما تشاهد ولو حلقتين من البرنامج. فكل حلقة يمكن أن تحتوي على أكثر من جملة حوارية هامة يصعب استقطاعها من سياقها ووضعها في نقاط منفصلة عن الحلقة ووقتها والضيف وتاريخه وتجربته وعلاقته بالمُضيف وبصناعة الكوميديا في أمريكا وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *