لوبستر..

الملنيل

 

كتابة: محمد عبد الله سامي

رسوم: مخلوف



في يوم من الأيام هسيب شغلي وحالي ومحتالي ولما يخيروني أتحول لإيه في نهاية النسخة البشرية من حياتي (زي فيلم “Lobster”) هختار إني اكمل حياتي ككلب بلدي، بس أكون كلب بلدي قوي، هعيش في شارع بيتنا وأقتل “شارون”، الكلب الفتوة أبو عين واحدة وناب بارز من شفّته، اللي شبه “شارون” فعلاً، شكلاً وموضوعًا، وهدافع عن “سلطان”، الكلب المستضعف اللي أصبح نباحه أشبه بعويل من كتر العُلَق اللي بياكلها من “شارون” وقلاضيشه، وسأقيم العدل بين الكلاب، وهمنع النباح تحت بيتنا عشان أبويا وأمي يعرفوا يناموا براحتهم، ثم أعقد صفقة مع بني البشر إنهم يسيبولنا أكل نضيف بدل ما ناكل من الزبالة أكل بايظ معفن، في مقابل اننا مانعضهمش ولا نجري وراهم ونقل قيمتهم. 

 

وهخلي فيه نوبة نباح جماعية بعد الفجر قدام بيت الحاج “دردير” صاحب الفرن اللي كان بيسرق الدقيق المدعم ومايرضاش يبيعلي عيش وأنا صغير لو رُحتله بعد العصر، بعدها هروح في مهمة فردية أعض عم “علي كالّو” من طيظه عشان خسّرني دورة رمضان ٢٠٠٥ اللي هو كان بينظمها لما لغى الجون الدابل كيك اللي جبته في ماتش الفاينال وقال بصوت أجش، مشيرًا لنفسه كشخص ثالث، “دورة علي كالّو مافيهاش دابل كيك” عشان إبنه اللي كان بيلعب في الفرقة اللي قصادي هو اللي ياخد الدورة ويفضل يلبس تي شيرت تشيلسي اللي كسبه منها لحد انهاردة ويغيظني بيه. 

 

بعد كده هروح اتبنى القطة الصغيرة اللي في شارع الحضانة اللي مالهاش حد يعتني بيها ولا يأكلها، وأبقى أول كلب أيلوروفايل (محب للقطط) في العالم، ساعتها أكون اطمأنيت على معشر الكلاب وإنهم اتعلّموا مني حاجة ويقدروا يديروا مجتمعهم بقيم الحق والخير والجمال من غيري، أطلع بقى ساعتها على الكورنيش أهيم على وجهي وأمشي على الرصيف اللي في النص وأفكر في أصل الأشياء وسر الوجود وأحاول أوصل لسبب اختفاء البرنس بتاع الكبدة طول الفترة اللي فاتت، وبما إني هبقى أول كلب بيفكر يعني فأكيد مش هفكر في تطور الإنسان، بس ممكن استفيد من نظرياته وأحاول أوصل لحلول أسئلة شائكة، زي مثلاً إذا سلمنا إن الإنسان فعلًا قرد متطور، ليه في بعض القرود ماتطورتش وبقوا بني آدمين زي اخواتهم؟!! وبالقياس على هذه النظرية المهلبية اللي أنا وصلتلها فالكلب أصله إيه؟!!! 

 

وأكيد طبعًا هموت قبل ما أوصل لنتيجة أو لميدان الكيت كات، لأن الرصيف اللي في النص ضيق وفيه عواميد نور كتير فهضطر أنزل أمشي في الشارع لحد ما اتخطى كل عمود وأطلع تاني، فأكيد في أحد هذه النزلات هتيجي عربية ڤيرنا سودا تشيلني، وأتمنى بس إني ألقى مصير الأنعام الجميل بإني اتحول لتراب يوم القيامة بلا سابقة عذاب ولا مناقشة حساب، وتبقى قضيت والله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *