ملنيل ع الآخر
منصــــــــــة الكترونيـــــــــة تناقـــــــــش موضوعــــــات جيـــــل الملنــيل بنيــــــلة
صورة عائلية – عزمي وآية شوقي

نص: عزمي
رسم: آية شوقي
تغضب أمي عندما تسمعني أسب، فهي لم تعتدني بذيئا. أحاول اقناعها بما أسميته وقتها “أن نسمي الأشياء بمسمياتها” حتى لا نقع فريسة للاعتياد.
كثيرا ما حكينا ودار بيننا النقاش، وكلما كبُرت اختلفنا وتباعدت المسافة بيننا.
مررت بتجارب مختلفة لم تقو على استيعابها،
خضت نجاح أحلام ووأد أحلام أخرى، فتغيرت وصرت آخر لا تعرفه.
*******
كان الخلاف محتدما بيني وبين أبي لعدة أعوام.
ولعله لم يترك مناسبة لم يشر فيها لاعتراضه المستمر على دراستي للفنون، حتى قبل وفاته بقليل.
منذ بضعة أشهر، أخبرني عمي أن أبي رغب في دراسة الفنون في صباه، وأن منزل العائلة ربما مازال يحتوي بعضا من رسومه في مكان ما.
***********
تخيفني فكرة أن أحظى بطفل، تلك القدرة على تشكيل وعي آخر، أن تعلم أن وجودك ذاته سيظل يلقي بظلاله على كل قرار يأخذه. أن يبحث لديك عن أمان ينشده، وإجابات لأسئلة لم تزل تؤرقك. أن يكرهك إذا واجهت العالم من أجله
أو تركته يواجه العالم.