برد

الملنيل

كتابة: تامر حميد

رسوم: حازم كمال

لم تعد ملابس الشتاء تمنح سكان تلك الدولة النائية ذلك الدفء المعتاد، بل إن الملابس نفسها ترتجف بردا، لأن الشتاء صار يخرج من مسام البشر، شتاء ممطر، إذ يبكون كثيرا عندما يتذكرون الدفء حين كان طفلا يلهو معهم، ثم تركهم وسافر ولم يعد يراسلهم، فقد قطع المسؤولون العلاقات مع ضوء الشمس ومنحوا السكان قطعا من الصوف استولوا عليها من مزرعة خراف كانت تغني آمنة قبل أن يقرر الملك الذي يحمل الصقيع في قلبه أن يتدفأ ويمنح الدفء للجميع، فسرق أبناء عمومته الدفء ومنحوا- بالعدل -كل رصيدهم من البرودة للمواطنين الذين صاروا يرتجفون طول العام.

كانوا في بادئ الأمر يرتجفون من الخوف، فقد اشترط المسؤولون كي يمنحوهم قطع الصوف أن يبتلع السكان بعض الخوف المذاب في ماء دافئ، لم يغادر الخوف أحشاءهم، ثم أصبح الخوف عضوا في الجسد، واتخذ له مكانا خاليا وجده في تجويف القلب، ثم أصبح الخوف باردا.. وأبديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *