ملنيل ع الآخر
منصــــــــــة الكترونيـــــــــة تناقـــــــــش موضوعــــــات جيـــــل الملنــيل بنيــــــلة
العلبة دي فيها إيه؟
في الفترة الآخيرة، اتكاترت عليا الأوجاع.. كل الأوجاع!
(تنفع مطلع أغنية شعبي أو تراب)
تاني.. تعبت شويتين في الفترة الأخيرة، وبدأت أزور عيادات كل الأطباء بحثا عن دوا أو بالأحرى حل. في رحلة بحث كبيرة، أكتشفت فيها أمراض مكنتش اعرفها وطرق علاج أشبه بالتعاويذ وتخصصات طبية أول مرة أسمع عنها.
وياما هنا وياما هناك ومش عارفين يلاقوا حباية توقف الانزايتي.. آه يا حفنة من الفشلة!
فجالي برد بقى.. يعني مجتش على المرض الهفأ دا وهنقول بلاش!
وفي عامي التلاتين.. ولأول مرة لقيتني بطلع علبة جل “فيكس” بتاعت جدتي وبدهن منها على فتحتي مناخيري عشان أقدر اتنفس.. وبلاقيني بالفعل بتنفس شوية بشوية بعد دقايق.
وبكرر العادة.. أو يعني اللي بقت عادة بعد شوية، وبقيت باخد العلبة دي معايا في الشنطة وأنا رايحة الشغل ووأنا رايحة التمرين وكل شوية نزود على حتة يمكن الوجع يقل..
يمكن الوجع يروح..
يمكن أعرف أتنفس.
مرة على مناخيري.. مرة على صدري.. مرة على ضهري.. مرة على ركبتي.. وفين يوجعك.. حرفيا.
بقضي أيام صعبة نفسيا كمان، من زمان الدكاترة بتوعي لكل أمراضي بيقولولي “انتي تمام.. تمام زالفل.. هو بس لو الانزايتي يروح كله هيبقى فل بجد.. ما تجربي تسافري.. سيبي مصر وروحي أي حتة اتفسحي.. سيبي الفن.. بطلي قراية، هي دي اللي بتجيب الهم.. بطلي كتابة، هي دي اللي بتحفظ الهم وبتبروزه.. تعالى اعزمك على مكرونة بشاميل!” آه والله في دكتورة اقترحت تعزمني ع الغدا مرة على سبيل إن أكيد المكرونة حل هايل للانزايتي طبعا.
فضلت سنين قافشة ع الطب والأطباء بحجة إنهم بيستهفأوني وبيكسلوا يشخصوني صح، مع الوقت بقيت اقرأ أكتر وأعرف أترجم وأفهم تقارير الإشاعات والتحاليل، فيعني دول كمان مش هيكسلوا ويكدبوا!
يعني.. رجوعا.. بقضي أيام صعبة نفسيا، أيام تقيلة ووحيدة.. مش كئيبة، عندي طاقة وأفكار.. بس مفيش أدوات أوي يمكن، مفيش شريك للحلم، مفيش حاجة ظابطة.
أوقات كتير بحس إن مهم جدا يكون في شريك لكل إنسان في حلمه حتى ولو بالسمع والتشجيع وإبداء رأي من وقت للتاني.. وأوقات بحس إن دا يمكن يكون شئ ظالم لأنه بالتقادم يمكن يخلي شخص ما في ظل الشخص التاني..
المهم، مش عارفه ليه بروح في دهاليز قصص تانية كل شوية، غالبا دي هلوسة البرد، ريحة الفيكس المنعشة هي السبب، هي اللي اوهمتني إني أقدر أكتب وأنا في الحالة دي.
جدتي الله يرحمها ويرحمني، كانت بتستخدم المدعو “فيكس” أو “أبو فاس” أو أيا كان اسمه بكل متحوراته، الجل منه والسائل. وأوقات كانت توصي أختها تجيبلها منه من السعودية مخصوص بدعوة إنه “السعودي منه فعال أكتر”.
كانت بتقول إنه ساحر. لأنه مسكن فعال ولأنه مالوش آثار جانبية.. جدتي مكانتش دكتورة فمعرفش دي معلومة طبية سليمة ولا لأ، جدتي كانت بتشتغل في التربية والتعليم، فمكانش حد يجرؤ إنه ميسمعش كلامها.
آه صحيح.. كانت بتقول إنه ساحر، شفتها بتدهن منه على كل ما كان بيوجعها، راسها وركبها وريست ايديها وصدرها، أفتكر إني شفتها بتحطه على اللثة بتاعتها لما كانت أسنانها بتوجعها!
وقتها كنت بكره ريحته فشخ، وكنت بقرف أوي من الحركة دي وأقعد أقولها إيه دا إزاي دا بس! هو أمان أصلا يتحط ع اللثة كدا ويتبلع!
وفي هلوسات البرد والأحلام العجيبة اللي بشوفها كل ما أخد قيلولة بتيجي على بالي في الفواصل أسئلة كتير:
هل أعمل شيفت كارير؟
أدرس طب نفسي؟ أنا ذكية ولهلوبة، يمكن أجيب أنا التايهة وأحصل على براءة اختراع حل للانزايتي.. ممكن يكون الدوا مستخلص من تركيبة عشبية زي فيكس.
هل حبيبي المزعوم اللي عمره ما شافني وعمري ما شفته إعجابه بيا هيقل لما هيلاقيني بحط فيكس على صدري ومناخيري؟
هل جدتي اللي سابتني وماتت من أربع سنين هتحس بالفخر دلوقتي؟
وأنا ماشيه على ميراثها العلاجي.. مبقتش بهرب من الريحة يا ستو زي زمان..
ارجعي وهوافق أنام جنبك وإنتي ريحتك وريحة المخدة وريحة الأوضة والشقة كلها فيكس.
طب هل حبيبي هيرضى ينام جنبي وأنا ريحتي فيكس؟
سكتت شوية.. ودمعت شويتين..
ولقيتني بفتح علبة الفيكس وبحط منها على قلبي..
وبرغم جدعنتها معايا في كل الأوجاع السابقة اللي اكتشفناها سوا، إلا إنها هي كمان سابتني لوحدي المرة دي!