ملنيل ع الآخر
منصــــــــــة الكترونيـــــــــة تناقـــــــــش موضوعــــــات جيـــــل الملنــيل بنيــــــلة
دكتور سترينچ.. تعويذة منع الأفلام!
كتابة: مخلوف
علشان تتفرج على فيلم “دكتور سترينج” لازم تشوف مجموعة من المسلسلات والأفلام ويمكن تحتاج كمان تشوف مجموعة فيديوهات على اليوتيوب فيها شرح بعض الأحداث وتعريف بالشخصيات وتوقعات أحداث الفيلم.. وهكذا.
أعتقد دي مشكلتي مع مارفل في المرحلة التانية، عصر الأفلام الجميلة البسيطة انتهى!
الأفلام اللي بتطرح شخصية واحدة من عالم محدد، ولمّا جمع شخصيات في فيلم كان سلس بعد ما حصلت عِشرة بين الأبطال والمُشاهد.
أكتر حاجة ميزت أفلام مارفل من البداية إنك هاتستمتع بمشاهدة الفيلم وتفهم الأحداث والأماكن وتلتحم مع الشخصيات بدون الحاجة لقراية الكوميكس وده أوقات كتير ما حصلش في أفلام دي سي. بالعكس جزء من الجمهور اتجة لقراءة الكوميكس ورجع يتفرج على الأفلام اللي فاتته حتى أفلام التحريك الخاصة بمارفل. والقصد هنا بالمرحلة الأولى أفلام “ثور” و”أيرون مان” لغاية أفلام “الأفنجرز” بأجزاءها، كان واضح إن مارفل عندها خطة واضحة ورؤية اتضحت للجمهور وللمنافسين بالوقت والتراكم، وده اللي خلى دي سي تتسرع في عمل أفلام تجميعة الأبطال أو استغلال أبطالها -اللي الرهان عليهم بينجح دايمًا- في عمل أفلام فردية تحصل بيها على حتة من تورتة السوق.
الأفلام لما تطورت وأصبحت أضخم وأجمل تطور معاها الجمهور وأصبح مستني نفس الوجبة الغنية كل مرة واللي أصبحت الوجبة المُرضية والناجحة مع الجمهور، فيلم طويل بيضم شخصيات كتير من عوالم مختلفة بكتابة حلوة وصورة مبهرة. وطبعًا طالما الوجبة ناجحة وبتجيب فلوس وتم مداعبة الجمهور بيها دايمًا وزاد معدل الإبهار.. نبهرك أكتر علشان ناخد منك فلوس أكتر.
شوفنا ده ويمكن يكون أخر حاجة عملتها مارفل بشكل حقيقي مبهر ومكتوب حلو في فيلم “سبايدر مان”، طبخة مظبوطة وشخصيات كتير متوقعة وغير متوقعة، ربط القديم بالجديد وترسيخ لتطور شخصية “بيتر باركر” لإستغلالها في أفلام مستقبلية. كل ده جميل لكن إنت كجمهور هاتجوع تاني ومحتاج نفس الوجبة بنفس الجودة تاني، وهنا ابتدت المشكلة!
عشان نبهرك لازم تتعب معانا شوية علشان كم المعلومات اللي عاوزين نبني عليها ابهارك القادم صعب نحطها في فيلم ٣ ساعات، لذلك هانعمل لك مسلسلات قصيرة تتفرج عليها وتذاكر منها علشان نقدم لك الفيلم الجاي، وكمواطن مصري لسه لم تحظى بمنصة ديزني بلس هاتدخل في مناقشات الفرجة المقرصنة وحق الإنسان في الإنبهار.. وإحنا بالنسبة لمارفل زبون سينما فقط يعني مش بنشتري كوميكس أو ألعاب وملابس وأدوات مكتبة .. إلخ، فبتلاقي نفسك في لحظة شغال عند الأفلام اللي مفروض تمتعك!
طيب فين دكتور سترينج هنا بعد ما شوفنا المسلسلات وفهمنا المعلومات؟!
الفيلم اتمنع! زي ما حصل في فيلم “اتيرنالز” بحجة إنه بيحتوي على مشاهد المثلية الجنسية أو أبطالها مثليين أو مشاهد تروج للمثلية.. على اعتبار إنها مرض مُعدي!
والمشكلة الأكبر إنه منع بالتبني، يعني بعض دول الخليج منعت الفيلم، فإحنا بنفتكر ونمنعه أو بيكون المنع مجاملة. وطبعًا أرجوك عزيزي القارئ وعزيزي المُشاهد الجميل بلاش نطلب من مارفل تعدّل أو تحذف أجزاء من أعمالها بحجة إننا جمهور كبير وهايخسرونا، أو إن الصين بتحصل على نسخ خاصة من الفيلم زي ما حصل مع فيلم “شانج شي” ده فيلم بطله أسيوي في الأساس، والصين سوق مهم ولها مشاركات كتير في الإنتاج الأمريكي!
أي جهة إنتاج بتحمل أفكار مش من حقنا نمارس عليها رقابة أو شروط في حين إن نُص جمهورنا وأكتر بيشوف الأفلام مقرصنة. باختصار لو أي محتوى فني مش عاجبك ممكن ترفض مشاهدته أو التفاعل معاه، لكن مش من حقك تطلب تعديله بما يتوافق مع أفكارك أو عاداتك ومزاجك.. لإن ببساطة مؤسسة زي ديزني تستهدف جمهور أعرض منك بكتير وأفكارهم مختلفة عنك بكتير بغض النظر عن صحتها أو غلطها ولكنها أفكارهم.
لكن الحقيقة بالنسبة لفيلم “اتيرنالز” هو سقطة مارفل الأولى، فيلم ضم شخصيات كتير وعوالم مختلفة وأكشن كتير بقوى خارقة كتيرة وجديدة، هي دي الوجبة الدسمة اللي الجمهور بيحبها.
لكن الوجبة دي كانت غريبة على الجمهور، لأنه ما أخدهاش تدريجيًا زي ما حصل مع الأفنجرز مفيش بينه وبين الأبطال عِشرة.. مين دول؟ فلان مات؟ طب ما يموت! مفيش تاريخ بيني وبينه.. ما حركش مشاعري! على عكس أبطال الأفنجرز لمّا بيموت حد أو بيغيب عن واحد من الأفلام الجمهور كان بيتهز فعلًا.
الحقيقة مش عاوز اتكلم عن أحداث فيلم دكتور سترينج تجنبًا لحرق الأحداث، يمكن يحنّوا علينا وينزل في السينمات زي ما الإشاعات بتقول، أو نلاقي فرصة نشوفه أونلاين بنسخة كويسة.
لكن المهم يتقال إن مارفل وإحنا معاها نسينا إن ده مجرد فيلم جزء تاني من شخصية واحدة في عالم مارفل، مش مفروض يكون وجبة غنية تضم شخصيات كتير، مش مفروض أخد معلومات وأحداث كتيرة سريعة تخليني عاوز اتفرج تاني على الفيلم عشان أفهم وبعدها أحدد الفيلم عجبني واللا لأ.. ده بعد ما شوفت ٣ مسلسلات عشان أذاكر له وأبقى مؤهل للفرجة. التمثيل الحلو أو نجومية الفنان والإبهار البصري عمره ما هايشفع لأي فيلم خاصة لو الجمهور كان مُخلص للسلسلة دي ومتابعك من ١٠ سنين أو أكتر!
دلوقتي في زمن ما بعد الكورونا ومحاولة السينما استرداد مكانتها من منصات الأفلام اللي بتزيد، عطش الناس للانبهار بأفلام زي “افنجرز” و”سبايدر مان”، عودة المخرج “سام ريمي” علشان يعمل “دكتور سترينج” بعد ما الناس اعتبرته من وضع حجر الأساس في عالم مارفل وقربنا من أفلام السوبر هيروز.. طبعا بعد نجاح سبايدر مان وظهور الـ ٣ شخصيات في كادر واحد. كل ده خلانا نحط توقعات كبيرة أوي على الفيلم.. كانت ممكن تتغير على الأقل لو مكانش في إعلانات كتير وتكهنات بظهور شخصيات وإنتظار مفاجأت ومراجعات اليوتيوب.
كل الحاجات دي في رأيي كانت أولى بالمنع، علشان ناخد حقنا من الإستمتاع، علشان ننقذ سمعة أفلام الكوميكس اللي بيتهمها “بالخفة” الصنّاع قبل المشاهدين.